أخر المقالات
تحميل...
ضع بريدك هنا وأحصل على أخر التحديثات!

عـــالــمـك الــخـاص بـــك!.

الخميس، 4 يوليو 2013

الرضيع و الام ...

 

 

 

 

الرضيع و الأم 

عندما يخرج الطفل من بطن أمه فهو لا يعرف شيئا، و الله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا و جعل لكم السمع و الأبصار و الأفئدة لعلكم تشكرون، غير أن الله سبحانه ركب جسمه بحيث أن شفتاه و فمه يتحرك بالمص بمجرد أن يلتقم ثدي أمه، و هذه من الانعكاسات الأساسية البدائية الموجودة في كل المواليد، و هي تختفي إذا كبر الطفل، و جرب أن تقرب شيئا من فم طفل رضيع ستجده يسرع لمصه و الاقتراب منه، هذه فطرة الله و صنعه، فهو مع عدم قدرته على فعل شيء يصنع هذا الشيء، الذي له مدلولات مهمة و إشارات واضحة لتلك الإنسانة التي ستكون له السقاء و الرواء.

ماذا تعطي الأم مع الحليب الذي يشربه ذلك الرضيع؟ هل هو غذاء خال من أي معنى؟ أم هو دور من الواجب أن تؤديه شاءت أم أبت؟ إنها أيام من المهم أن تعي فيها كل أم دورها في بناء الجيل و تربية النشأ، فالرضيع لا يستقي منها الغذاء و حسب، بل هو يرضع الحنان و الحب و الرحمة و المودة.

هذه العلاقة بين الأم و طفلها علاقة مقدسة، بين الله سبحانه أهميتها و دورها، يتجلى ذلك في قصة موسى عليه السلام، فالله أوحى إليها أن أرضعيه، هذا الأمر الوحيد الذي أخبرها الله به أن تفعله إذا كانت في حال الأمان و الراحة، و إذا خافت عليه فقط من الموت بسبب أوامر فرعون لجنده أخبرها أن نقذفه في اليم ليتولاه هو بنفسه، فمن هنا يظهر لنا عظم موضوع الرضاع و كيف أن الله سبحانه و هو يهيأ موسى الكليم للمهمات الكبيرة التي سوف تطلب منه، جعل له قلب تلك الأم الحنونة التي فعلت أول ما فعلت أن أرضعته، و تصوروا الحالة الوجدانية و هو في حضنها تخاف عليه و تفديه بروحها، تحبه و لا تريد فراقه، تعاني و هي في أشد حالات الفرح بوجوده معها، تنسى كل تعب أو ألم، هكذا كانت أما عظيمة فهل يعي ذلك فتيات اليوم و أمهات اليوم و المستقبل؟

أرى كثيرا من مشكلات المجتمع، و أرى بعض مشاكل الأخلاق، إن الكبار يعكسون جزءا من حالتهم المستقرة أو المضطربة التي كانوا عليها حين كانوا صغارا، و أم ربما لا تعرف تأثير علاقتها بولدها و هو رضيع، ربما يخطر ببال بنت أن تجعل طفلها مع خادمة أو عاملة لتتفرغ هي لنفسها و حياتها، بل ربما خافت على نفسها خطأ بأن تتوهم أن الرضاعة ستضرها، و الحقيقة علميا و خُلُقيا ليست كذلك، فالأبحاث العلمية توضح بما ليس فيه شك أن الرضاعة الطبيعية تقلل من احتمالية سرطان الثدي، و تساعد المرأة على العودة لوزنها الطبيعي بعد الولادة و بذلك تقل نسبة السمنة عند النساء التي هي سبب رئيس في أمراض القلب و الشرايين، بالإضافة لكون حليب الأم غني بالمواد اللازمة لبناء جسم الطفل، و تقوية مناعته الغير موجودة في الحليب الصناعي، و أيضا هو دافئ يتناسب مع حرارة داخل الجسم، و مع دفئه دفئ المشاعر و الخلق الذي يتلقاه الرضيع و لا يعوضه عنه مصنع مهما بلغ في تقنيته و أبحاثه.

إننا اليوم في أوقات عصيبة فهل تعي الفتاة و المرأة مسؤوليتها؟ و هل يعي الآباء أيضا مسؤوليتهم، قد يستغرب البعض أهمية الرجل و يظن أن المرأة هي فقط التي ترضع و عليها الدور، و لكن لا، فالأب عليه من المسؤولية الشيء الكثير و من هنا فلابد للشباب أيضا أن يعرفوا الرسالة الموجهة لهم، فالمرأة تعطي الكثير إذا رأت من يساندها و يدعمها، المرأة تنسى آلامها إذا رأت بجانبها إنسانا يقدرها و يعطف عليها و يحنو على قلبها، المرأة معنى العطف و المحبة فإذا أعطاها زوجها في المقام الأول فبالحري أن تعطي الحب الكبير الممتلئ داخلها بسبب حب زوجها لأولادها و لرضيعها، نحتاج أمهات بنفسيات جميلة تحب العطاء، و نحتاج مع ذلك آباء يعرفون معنى الحياة و قيمة المرأة.

كان موسى رضيعا يحب أمه، كان موسى عليه السلام رسولا من أولى العزم، كم كنت رائعة يا أم موسى و أنت ترضعيه، و كم ستكون المرأة اليوم رائعة أيضا إذا كانت مثل ذلك. كثير من بنات أمتنا اليوم و نسائها كذلك، سينشأ جيل فريد مطمئن يكتب التاريخ من جديد، و يسطر قصص المجد و الأخلاق و المعالي في صفحات بيضاء...

 

شاركها مع أصدقائك!
تابعني→
أبدي اعجابك →
شارك! →

0 التعليقات :

إرسال تعليق