كان خيثمة بن الحارث رجلا مجاهدا من أنصار رسول الله صلى الله عليه وسلم رزقه الله ولدا هو سعد بن خيثمة الذي كان كأبيه في عقله وإيمانه وحبه لله , ولرسوله , ولدينه , ولما أراد النبي صلى الله عليه وسلم الخروج إلى بدر وأستنفر المسلمين , كان على أحد الرجلين خيثمة أو ولده سعد البقاء لرعاية الأسرة , وعلى الاخر الخروج للجهاد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم , ولم يجد خيثمة بدا من الأقتراع مع ولده من منهما سيخرج ؟ ومن منهما سيبقى ؟ فكان السهم والقرعة لصالح سعد.
فقال له خيثمة : أثرني اليوم بالخروج يا سعد !!
فقال سعد : والله يا أبت لو كان غير الجنة لأثرتك به.
ثم أنطلق حتى أدرك الشهادة في سبيل الله فكان من شهداء بدر وأنعم بهم , ومرت الأيام سريعا حتى نادى المنادي أن حيهلا , فخرج المسلمون للقاء المشركين في أحد , فإذا بخيثمة بن الحارث يقول :
- يا رسول الله , والله لقد كنت حريصا أن أنفر معك إلى بدر , لكن ولدي سعدا فاز فيها من دوني فرزقه الله الشهادة والجنة , ولقد رأيته البارحة في نومي وهو في أحسن صورة , يسرح في ثمار الجنة وأنهارها , ويلح علي ويقول : يا أبتاه , الحق بنا ترافقنا في الجنة , فإني قد وجدت ما وعدني ربي حقا , وإني يا رسول الله , قد والله أصبحت مشتاقا إلى مرافقة سعد في الجنة , وقد كبرت سني , ورق عظمي , وأحببت لقاء ربي , فخل بيني وبين أحد , وأدع الله أن يرزقني الشهادة , فأدخل الجنة وألحق بولدي سعد .
فدعا له النبي صلى الله عليه وسلم بما أراد .
ولم يجد خيثمة أدنى مشقة لنيل الشهادة في أحد , فقد فعلها فدخل كالأعمى لا يبالي أين يذهب في خضم المعركة , ليقتل من المشركين من قتل , ثم تغلبه الجراح ليجتمع بولده في جنة عرضها السماوات والأرض .
0 التعليقات :
إرسال تعليق